أطلِق العنان لإمكانات ثورة المُركَّبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة: مستقبل مُستدام.
انتشار المُركَّبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة.

بفضل النقلة النوعية التي حدثت في العالم بترك الوقود الأُحفوري واستخدام بدائل غير ضارّة بالبيئة؛ فإنَّ وسائل النقل تستفيد من موجةٍ جديدةٍ من الابتكار. ويُعدُّ قطاع السيارات إحدى الصناعات التي رحَّبت بهذا التحوُّل بترحابٍ شديد. وتُعدُّ المركبة الكهربائية أحد الابتكارات الحاسمة التي فرضت سيطرتها على السوق.
ولم تغُض الإمارات الطرف عن ثورة المُركَّبات الكهربائية، بل إنَّ الحكومة تدعم هذا التغيير بما يتوافق مع استراتيجية رؤية 2021، التي تهدف إلى تعزيز النمو المُستدام والحدِّ من التأثير على البيئة. لذا، أحرزت الإمارات العربية المتحدة تقدُّمًا كبيرًا في تعزيز استخدام المُركَّبات الكهربائية، ومن الواضح أنَّ هذه الجهود بدأت تُؤتي ثمارها.
مزايا استخدام المُركَّبات الكهربائية.
زاد انتشار المُركَّبات الكهربائية في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى سببٍ وجيه، إذ تُوفِّر المُركَّبات الكهربائية مزايا عديدة مُقارنة بالمركبات التقليدية التي تعمل بالبنزين، بدءًا من انخفاض تكاليف التشغيل إلى الحدِّ من التلوُّث البيئي. إذا كنت ما تزال على الحياد بشأن الانتقال إلى استخدام المركبة الكهربائية، فتابع القراءة للحصول على تفاصيل بشأن جميع مزايا استخدام المُركَّبات الكهربائية.
انخفاض تكاليف التشغيل.
يُعدُّ انخفاض تكاليف التشغيل إحدى أهم مزايا استخدام المُركَّبات الكهربائية، إذ تُعدُّ المُركَّبات الكهربائية أرخص بكثير من حيثُ الصيانة والتزوُّد بالوقود من السيارات التقليدية، ما يُوفِّر لك الكثير من المال على المدى الطويل. وإليك بعض الأسباب:
انخفاض تكاليف الطاقة: في المتوسط، تبلغ تكلفة المُركَّبات الكهربائية حوالي نصف تكلفة المُركَّبات التي تعمل بالبنزين للتزوُّد بالوقود. وهذا يعني أنه يمكنك توفير آلاف الدولارات طوال فترة تشغيل مركبتك.
انخفاض تكاليف الصيانة: على عكس السيارات التقليدية، لا تتضمَّن المُركَّبات الكهربائية العديد من المكونات الميكانيكية. وهذا يعني انخفاض عدد القطع التي قد تتعطَّل وتحتاج إلى صيانتها. بالإضافة إلى ذلك، لا تتطلَّب المُركَّبات الكهربائية تغيير الزيت أو استبدال سوائل ناقل الحركة؛ ما يُقلِّل من تكاليف الصيانة.
المزايا البيئية
وتتمثل ميزة أخرى من مزايا استخدام المُركَّبات الكهربائية في تأثيرها الإيجابي على البيئة. تنتج المُركَّبات الكهربائية انبعاثات أقل من المُركَّبات التي تعمل بالبنزين، ما يُساعد على تقليل تلوُّث الهواء ومكافحة تغيُّر المناخ. فيما يلي بعض الأسباب الأخرى التي تجعل المُركَّبات الكهربائية أفضل للبيئة:
كفاءة استهلاك الطاقة: تُعد المُركَّبات الكهربائية أكفأ في استهلاك الطاقة من السيارات التي تعمل بالبنزين. تُحوِّل المُركَّبات الكهربائية حوالي 60٪ من الطاقة الكهربائية من الشبكة إلى الطاقة على العجلات، بينما تُحوِّل السيارات التي تعمل بالبنزين حوالي 20٪ فقط من الطاقة المُخزَّنة في البنزين إلى طاقة.
الطاقة المُتجدِّدة: يمكن تشغيل المُركَّبات الكهربائية باستخدام مصادر الطاقة المُتجدِّدة، مثل: الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ما يُقلِّل من بصمتها الكربونية.
التلوُّث الضوضائي: تُعدُّ المُركَّبات الكهربائية أكثر هدوءًا من السيارات التقليدية، ما يُقلل من التلوُّث الضوضائي في المناطق الحضرية.
التزام حكومة الإمارات العربية المتحدة تجاه المُركَّبات الكهربائية.
مع التزايد المستمر للطلب العالمي على وسائل النقل النظيفة، كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دور بارز بصفتها رائدًا إقليميًا في اعتماد المُركَّبات الكهربائية. وفقًا لرؤية الإمارات 2021، تهدف الدولة إلى توفير 42,000 مركبة كهربائية وهجينة، للسير على طرقها بحلول عام 2030. ويكمُن وراء هذا الهدف الطموح التزام الحكومة بالحد من انبعاثات الكربون وتحقيق مُستقبل مُستدام للاقتصاد ولأفراد المجتمع.
ازداد انتشار المُركَّبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة، ويدفع هذا التزايُد مزيج من الوعي البيئي والحوافز الحكومية والتقدُّم التكنولوجي وتفضيلات المستهلكين المتغيِّرة. تفتخر البلاد بقوة البنية التحتية للشحن، مع ما يزيد عن 200 محطة شحن عامة، بالإضافة إلى مرافق الشحن الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الحكومة مُبادراتٍ عديدةً لتعزيز استخدام المُركَّبات الكهربائية، بما في ذلك تخفيض رسوم التسجيل، وتوفير أماكن مجانية لركن السيارات وإعفاءات من الرسوم للمُركَّبات الكهربائية والهجينة.
من بين الدوافع الرئيسية لنمو المُركَّبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030 التي وضعتها هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وتهدف المبادرة الطموحة إلى تحويل 25٪ من إجمالي رحلات دبي إلى رحلات مستدامة وخالية من الكربون بحلول عام 2030، وتحقيقًا لهذا الهدف، وفرت هيئة الطرق والمواصلات العديد من التدابير، مثل برنامج حوافز المُركَّبات الكهربائية، الذي يوفر حوافز مالية للمقيمين والشركات لشراء المُركَّبات الكهربائية وتركيب أجهزة الشحن.
من المتوقع أن يشهد سوق المُركَّبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مدفوعًا بالعديد من العوامل. أولًا، يتزايد الوعي بالمزايا البيئية للمركبات الكهربائية، مثل انخفاض الانبعاثات والتلوث الضوضائي. ثانيًا، تساهم التطورات التكنولوجية، مثل تحسين عمر البطارية وتسريع أوقات الشحن، في جعل المُركَّبات الكهربائية أكثر عملية وجاذبية للمستهلكين. وأخيرًا، تعمل المبادرات الحكومية، مثل استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030، على توفير بيئة سياسية مواتية لدعم استعمال المُركَّبات الكهربائية.
مبادرات للترويج للمركبات الكهربائية
بالإضافة إلى ذلك، اتخذت حكومة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات داخل الدولة لتعزيز استخدام المُركَّبات الكهربائية. وتُعد مبادرة دبي للتنقل الأخضر من الأمثلة البارزة على هذه المبادرة التي تهدف إلى الحدّ من انبعاثات الكربون وتعزيز كفاءة الطاقة. وتُعد هذه المبادرة مسؤولة عن تركيب العديد من محطات الشحن الكهربائية في جميع أرجاء المدينة؛ ما يُسهِّل على السكان والزوار استخدام المُركَّبات الكهربائية.
فضلًا عن ذلك، أطلقت الحكومة العديد من البرامج للتشجيع على استخدام المُركَّبات الكهربائية وأعلنت عن خطط لتقديم ما يصل إلى 163 مليون دولار من الإعانات لعدد 10,000 مركبة كهربائية وهجينة. يغطي البرنامج 50 بالمائة من سعر الشراء، بحد أقصى 27,224 دولارًا لكل فرد. تهدف هذه الإعانة إلى زيادة إجمالي عدد المُركَّبات الكهربائية في الطرقات إلى أكثر من 42,000 مركبة بحلول عام 2030.
دور القطاع الخاص.
يؤدِّي القطاع الخاص دورًا مهمًّا في ثورة السيارات الكهربائية في دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا. على سبيل المثال، قامت جرين باركينج، وهي شركة مملوكة للقطاع الخاص، بتركيب أكثر من 300 محطة شحن للمُركَّبات الكهربائية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة. وتدعم بعضًا من هذه المحطات الهواتف الذكية ومختلف طرق الدفع. علاوةً على ذلك، أدخلت شركات تصنيع السيارات الفارهة، شاملة فولفو وبي إم دبليو وتسلا، مركبات كهربائية في الإمارات العربية المتحدة، ما يؤكِّد على تزايُد الطلب والفُرص المُتاحة للقطاع الخاص.
مستقبل ثورة المُركَّبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة.
تشهد الإمارات العربية المتحدة طفرةً سريعةً في اعتماد المُركَّبات الكهربائية بفضل مجموعة متضافرة من السياسات الحكومية الداعمة واستثمارات القطاع الخاص وزيادة الوعي العام. ومع مواصلة البلاد إعطاء الأولوية للنمو الاقتصادي المُستدام بما يتوافق مع رؤية 2021، فمن المتوقَّع أن يزداد الطلب على خيارات النقل الصديقة للبيئة بنسبةٍ كبيرة.
بفضل التدابير الاستباقية التي اتَّخذتها الحكومة في الترويج للمُركَّبات الكهربائية، تضمُّ دولة الإمارات العربية المتحدة سوق المُركَّبات الكهربائية بسرعة. مع تحرُّك البلاد نحو النمو الاقتصادي المُستدام، من المُقرَّر أن يستمر نمو اعتماد خيارات وسائل النقل الصديقة للبيئة، مثل: المُركَّبات الكهربائية.